قبل وفاته أدلى الشيخ الشعراوى بحديث للأهرام قال فيه إنه
هاجم
جمال عبدالناصر بسبب قانون تطوير جامعة الأزهر فى الستينات وإنشاء
كليات للطب والهندسة والصيدلة والتجارة وغيرها فى الجامعة التى
كانت متخصصة لتدريس العلوم الدينية
(الشريعة وأصول الدين واللغة العربية.. الخ)..
وبعد أيام فوجئ قراء الصحف جميعها بصورة للشيخ الشعراوى واقفا أمام قبر
عبدالناصر وهو يقرأ الفاتحة على روحه، وكنا نعرف انه هو الذى طلب
من الصحف نشر هذه الصورة للدلالة على تراجعه عن الهجوم
على عبدالناصر،
وقال فى حديث للصحف بأن عبدالناصر أتاه فى
المنام ومعه طبيب ومهندس من خريجى الكليات الجديدة فى جامعة الأزهر
وقال له: يكفينى هؤلاء، وأدرك الشيخ الشعراوى أن عبدالناصر كان يريد
إعداد طبيب لديه إلمام بعلوم الدين، ومهندس درس الشريعة كما درس الهندسة
وهكذا يمكن أن يتربى فيهما الضمير والقدرة على الدعوة إذا خرجا للعمل
فى الخارج، وليكون كل منهما فى سلوكه نموذجا للطبيب المسلم والمهندس المسلم.
واثبت الشيخ الشعراوى أنه لا يعرف المكابرة وأن لديه مرونة الفكر التى
تجعله مستعدا لتغيير فكره إذا تبين له الصواب.