المسجد النبوي الشريف أهم معالم المدينة المنوَّرة، وثاني مسجد تُشدّ إليه
الرحال. فقد اختار موقعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إثر وصوله إلى المدينة
مهاجرًا، وشارك في بنائه بيديه الشريفتين مع أصحابه -رضوان الله عليهم-،
وصار مقر قيادته، وقيادة الخلفاء الراشدين من بعده فضل المسجد النبوي الشريف
وردت في فضائل المسجد الشريف أحاديث نبوية كثيرة
ومن هذه الأحاديث:
(1) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-
قال: "لا تشد الرحـال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هـذا،
والمسجد الأقصى". وفي رواية: "إنما يسافر إلى ثلاثة مساجد: مسجد الكعبة،
ومسجدي، ومسجد إيلياء". مسلم
(2) وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- عن رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن خير مـا ركبت إليه الرواحل مسجدي هـذا،
والبيت العتيق".
(3) وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: دخلت على رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- في بيت بعض نسائه فقلت: يا رسول الله أي المسجدين
الذي أسس على التقوى؟ قال: فأخذ كفًّا من حصباء، فضرب به الأرض،
ثم قال: "هو مسجدكم هذا لمسجد المدينة". (مسلم)
وصف المسجد النبوى
أسَّس النبي –صلى الله عليه وسلم- المسجد في ربيع الأول من العام الأول
من هجرته –صلى الله عليه وسلم-، وكان طوله سبعين ذراعًا، وعرضه
ستين ذراعًا، أي ما يقارب 35 متراً طولاً، و30 عرضًا.
جعل أساسه من الحجارة، والدار من اللَّبِن وهو الطوب الذي لم يحرق بالنار،
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبني معهم اللَّبِن والحجارة،
وكان سقفه من الجريد، وله ثلاثة أبواب
الباب الأول: في الجهة الجنوبية.
الباب الثاني: في الجهة الغربية، ويسمى باب عاتكة، ثم أصبح يعرف بباب الرحمة.
الباب الثالث: من الجهة الشرقية، ويسمى باب عثمان، ثم أصبح يعرف بباب جبريل.
وكانت إنارة المسجد تتم بواسطة مشاعل من جريد النخل، توقد في الليل
ظلَّ هذا الوضع دون تغيير لمدة 17 شهرًا أو يزيد، وهي مدة صلاة
المسلمين ناحية بيت المقدس، فلما نزلت آية تحويل القبلة في صلاة الظهر
قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالإجراءات اللازمة في مسجده الشريف،
فأغلق الباب الكائن في الجدار الجنوبي -جدار القبلة الحالية-
وفتح بدلاً منه بابًا في الجدار الشمالي -جدار القبلة سابقًا-.
وتمت توسعه المسجد النبوى اكثر من مره وحتى يومنا هذاالتوسعة الأولى في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- (7هـ)التوسعة الثانية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- (17هـ)التوسعة الثالثة في عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- (29 -30هـ)التوسعة الرابعة في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك (88 -91هـ)التوسعة الخامسة في عهد الخليفة المهدي العباسي (161 - 165هـ)التوسعة السادسة في عهد السلطان المملوكي الأشرف قايتباي (886 -888هـ)التوسعة السابعة في عهد السلطان العثماني عبد المجيد
التوسعة الثامنة في عهد الملك عبد العزيز آل سعود (1370 -1375هـ)
التوسعة العاشرة في عهد الملك خالد (1398هـ)
التوسعة الكبرى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود (1405-1414هـ)